الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

ليست مجرد قصه




طرق الجار الفقير باب جاره الغني ، هو ليس غنياً كما يتصور الأثرياء ، هو غني فقط بالنسبه لمن يسكنون في آخر الشارع ، ذلك لأنه يمتلك سيارتين فقط ، في حين أن بقية الجيران لا يملكون سيارات ولانه يعمل في وظيفة حكومية بينما جاره الفقير يعمل بائع في محل خردوات.
سأل الجار الفقير جاره الغني بكل لطف وتهذيب : هل يمكن أن أستعير سيارتك طوال النهار وأن أعيدها قبل طلوع القمر بلحظات ؟
رد الجار الغني : هل هناك مشكلة ما ، بإمكاني المساعدة ساعة ما تشاء فنحن جيران لماذا تريد السيارة ؟
أجاب الجار الفقير بكل خجل : ليست هناك مشكلة على الاطلاق ولكن كما تعلم انا لا أملك سيارة ، وابنتي تريد أن تتجول تحت الغيم والمطر ، فمنذ تسعة عشر شهر وهي لا تلعب الا أمام عتبة المنزل كما أن ابنتي اشترت طائرة ورقية من السيدة التي لها بسطة ألعاب في أول الشارع وتريد أن تلعب بها في مكان فسيح ، تريد أن تصرخ وتركض وبأعلى صوتها تصيح.
رد الجار الغني : صحيح الأطفال أحباب الله وأنا اليوم سوف أخرج من المنزل طوال النهار وسيارتي ستكون معي والسيارة الأخرى أخشى عليها من المطر ولكني سوف أترك لك باب السطوح مفتوح ، بوسعكم أن تلعبو اليوم تحت الغيم والمطر وأخبر ابنتك أن لا تضيع ثانيه في الركض بين الجدار والجدار وأن ترقص بطائرتها الورقية في كل الأركان واذا طلع القمر أغلق خلفك باب السطوح فلقد وجدنا قطة ميتة واضطررنا الى أن نتبنى ابنائها.
رد الجار الفقير : لا أشكرك ، من يدري قد يسعفنا القدر ونجد في حارتنا سيارة ليموزين ، توصلنا وتنتظرنا وتعيدنا سالمين.

ابنة الجار الفقير كانت تنظر من الشباك ، المطر يتساقط والأطفال يلعبون في بركة ماء صغيرة ، مسكينه رغم أنها لم تتجاوز السابعه من عمرها ، الا أن والدها يمنعها من اللعب برفقة الأولاد ، تتمنى أن تكون معهم الان ترقص تحت المطر وتتبلل ملابسها وتعود متسخه دون أن توبخها والدتها.
الطفلة سمعت صوت القطه ، يبدو أن الجيران نسوا أن يأخذو من القطط الذين تبنوها قطه ، صوتها موجع أو جائع هي لا تعلم الفرق وتريد أن تكتشف القصه.
القطه كانت تركض من الطابق الأرضي الى الطابق الثاني الى السطوح ، تلعب على السلالم بين طابق الفقير وطابق الغني وباب السطوح ، القطه مثل الطفلة قلبها مجروح ، تريد أن تأخذ حمام ماء ، لا يهم إن ماتت من البرد طالمال أن لديها سبعة أرواح.
القطه لها أكثر من روح والطفله لديها روح واحده فقط ، هناك الكثير من النقط في خيال الطفله ، قررت أن تخرج مع القطه ، وان تتقدم من عتبة المنزل الى بركة الماء ، لا يهم إن وبخها والديها ، فهي تريد مثل الكبار أن تكتشف أي شيء عن المطر ، عن الغيم وعن الشتاء.
فتحت الطفلة الباب ، اندفع الى الداخل تيار الهواء ، وهربت القطة تبحث عن حاوية المهملات ، وركضت الطفلة وهي تصرخ وتردد لا لا ..
القطه هربت ، الطفلة تعرقلت ، ملابسها أتسخت ، ساقها أنخدشت ، ولكنها لم تبكي إلى الأن ، الطفلة قالت في نفسها : سأذهب لألعب مع الاولاد ، فشعري تبلل ، وثوبي تمزق ، وسوف تضربني والدتي على كل حال.
الأم سمعت صوت بكاء أحدهم يأتي من آخر الشارع ، نظرت من الشباك ، كان الأطفال يتجمعون هناك ، يبدو أن جارهم الغني دهس أحدهم في منتصف الطريق عند أول الشارع عند بركة الماء .
قلب الأم انفطر ، نادت على ابنتها : مدى ، مدى ، أين أنت يامدى إلى متى سوف أناديك إلى متى .. ؟
انتظرت الأم صوت مدى ، لاشيء في الأرجاء ولا حتى صدى ، خافت الأم أن تكون ابنتها هي التي تعرضت للأذى في أول الشارع ، أيقظت من النوم والدها البائع.
والدها البائع بالكاد استيقظ والدها البائع كان جائع ، يظن أن الغذاء انتهى وأنه حان الوقت ليجلب رغيف خبز من الشارع .
قالت الأم للأب : مدى ليست في المنزل اظنها خرجت الى الشارع هيا بسرعه انزل ، هناك أصوات بكاء وسيارة تعطلت عند بركة الماء وأخشى أن مدى ذهبت إلى هناك.
ركض والدها نحو الشارع ، انزلق ، تدحرج .. فالأرض مبتلة ، وهو لم يكد يلاحظ ، بالكاد وقف ، بكى فجأة ، خوفاً من أن يكون سقوطه نذير شؤم ليصرخ قبل ان يشاهد مدى في منظر لا يروق له.
اقترب الجار الفقير من سيارة الجار الغني
الجار الفقير بدأ بتفقد وجوه الأطفال ، الأطفال الذين كانو يلعبون في بركة الماء ليسو هم الأطفال الذين كانو يبكون ، الأطفال الذين بسيارة الجار الغني هم من يبكون.

الأطفال الذين بسيارة الجار الغني كانو طوال الطريق يقولون لوالدهم هيا عد بنا إلى المنزل فلقد تركنا القطة ونخاف أن تهرب او تموت أو تنزل إلى الشارع  ، الجار الغني لم يتحمل صراخ الأطفال ، قرر أن يعود لمنزلهم في الحال ، السيارة التي يراها بقية الجيران فاخرة كانت جداً متهالكة ، شيء ما تعطل ، الاطار خرج من مكانه ، والجار الغني فقد السيطرة على السيارة الفاخرة المتهالكة ، والاطفال شاهدوا القطة وخلفها كانت جارتهم الطفلة وكلاهما كانو يركضون نحو البركة.
الأطفال لم يبكو خوفاً من أن ترتطم بهم السيارة في الجدار ، ولا خوفاً من أن يعاقبهم والدهم بسبب انفجار الاطار ، الاطفال كانو يبكون خوفاً من أن تسرق جارتهم الطفلة .. القطة ، أو أن يدهس والدهم القطه ، أو أن يسرق الأطفال الذين يلعبون في بركة الماء القطة أو أن يحصل أي شيء آخر في هذه القصه .

الأطفال الذين كانو يلعبون في بركة الماء ، لا يحبون اللعب مع الطفلة ، ويرمون الحجار على سلة المهملات لكي لا تأكل منها القطة ، الأطفال الذين يلعبون عند بركة الماء يظنون انهم الأكثر فقراً والأكثر حظاً في هذه القصه.
فرغم أنهم منذ أيام لا يأكلون سوى رغيف الخبز الذي يشتريه والد الطفله الفقير لهم وهو عائد الى المنزل ، إلا أن لا أحد يمنعهم من اللعب في الشارع ، لا أحد يخاف أن تدهسهم سيارة أو أن تصيبهم الحمى أو الزكام .
الأطفال الذين كانو يلعبون في بركة الماء ، ليس لديهم مايشغل يومهم سوى الشارع الوحيد الذي يحفظونه جيداً ، هو تلفازهم الوحيد ، وهو مسلسل الكرتون المفضل لديهم ، وهو مدرسة الأناشيد.
الأطفال الذين كانو يلعبون عند بركة الماء ، كانو يغنون يامطره حطي حطي ، الا أن مرت من امامهم القطه ، وخلفها الطفله ، وهي تصرخ لا لا وتسير نحوهم لكي ترى ماذا يلعبون وتتسائل في نفسها ما القصه ؟

الطفلة التي كانت تركض خلف القطه شاهدت اطار سيارة جارهم الغني وهو ينفجر وشاهدت القطه ، الطفله خافت على القطه ، خافت أن يصير أي شيء تجهله في هذه القصة ، وقررت أن تركض لتنقذ القطة.
القطه بسبعة ارواح والطفله ليس لديها سوى روح واحده ، هي على الأقل اقتربت من بركة الماء ومن الأطفال الذين يلعبون عند البركة وأنقذت القطه.

 

الجمعة، 7 نوفمبر 2014

لاشيء




كم مرةً وأنا طفل أمسكت بأشياء في أحلامي
واستيقظت ويداي فارغتين
وكانني ماكنت بذاك الزمان وأسئل نفسي
انا أين
وإلى أين
الطريق السالك المجهول لا توجد به تكهنات
ولا أحد يجزم بالنهايات
وكلما سقطنا وعدنا ووقفنا
واستمعنا للاغنيات
تلك التي نردد فيها : سلامات سلامات
أيقنا ان شر البلية ما يضحك

دعوة لافتتاح الشتاء




وعندما يشتد البرد
وتتساقط حبات الثلج
وتتجمد يداي
اصنع لك رجلا من الثلج
واستدعيك للحضور
واجلب لك قطعة جزر
لتفتتحي مهرجان الشتاء