الخميس، 6 نوفمبر 2014

الفن التاسع




قبل أيام كنا أنا وزوجتي في طريق عودتنا إلى المنزل وإذا هناك لافته مضيئة تعتلي دكاناً مغلقاً كتب عليها الفن التاسع ، مما جعلني أنا وزوجتي نحاول أن ننشط ذاكرتنا ونراجع أنواع الفنون الثمانية الأخرى ، وفي محاولات نشطة منا بدأ أحدنا يذكر الآخر ورغم تصنيفنا الخاطئ وصلنا إلى التالي: أولاً الفنون الأدبية وثانياً الرسم وثالثاً النحت ورابعاً الخطوط وخامساً التصوير وسادساً الغناء وسابعاً الرقص وأخيراً التمثيل وهو ما دفعنا للغضب والضحك والتساؤل ماذا عسا أن يكون هذا الفن التاسع ولأن المحل مغلق والخيارات نفذت منا اضطررنا للدخول إلى العم قوقل لنجد التصنيف التالي عن أنواع الفنون : ١- فن العمارة ٢- فن النحت ٣- الرسم ٤- الرقص ٥- الموسيقى ٦- الشعر ٧- السينما ٨- التلفزيون ٩- القصص المصورة ( الرسوم المتحركة ) ، وباحتساب أنهم ادخلوا الخط مع الرسم والغناء مع الشعر الم يكن من اللائق أن يكون التلفزيون والرسوم المتحركة مع السينما وان نعامل السيرك كما نعامل المسرح وهل يجوز احتساب الفنون القتالية من الرقص ؟! باعتقادي البسيط أن كل الهوايات والمواهب قد تصنع فنوناً جديدة سواءً أدرجت ضمن هذا التصنيف أم أدرجت ضمن عرض الحائط فالتواصل فن والحوار فن والتعليم والإدارة والقيادة كل هذه فنون ولكن الفرق بين هذه الفنون في الطريقة التي نستقبل بها هذا الفن سواءً كان ذلك بالعين أو الأذن سواءً كان ذلك بالشعور أو الإدراك ومن ثم هل نحن متذوقين للفن ومن هم القلة القادرون لتذوق الفنون الأخرى فلا أحد يقول عن قائد إداري أو تربوي أنه فنان حين يستطيع قراءة بصمته والنموذج الذي عمل عليه ليجعل إدارته وطاقم موظفيها تحفةً فنيةً بالنسبة لبقية الإدارات ولا أحد يقول عن شخص دخل إلى مكان لا يعرف به كائن من كان واستطاع التعارف على كل الموجودين به أنه فنان في التواصل والذكاء الاجتماعي وكذلك الأمر بالنسبة للحوار وغيره مما سبق ذكره أعلاه ، وعادةً توصف هذه الأعمال بالمهارة والموهبة ولا تتصف بالفن ! فنقول عن فلان أنه ماهر أو موهوب وعلى كل حال لكي لا أخرج عن النص عدنا أنا وزوجتي إلى اللافتة في يوم آخر والتي كتب عليها الفن التاسع لنجد أنه معرض بلاط ورخام وهو ما أعادنا لفنون العمارة والنحت بينما لو عاد الأمر لي لتمنيت أن يكون الفن التاسع هو الطبخ وبهذه المناسبة دعوني أقترح سؤالاً:
هل يحق لنا أن نوصل المواهب لمرحلة الفنون ؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق