الخميس، 6 نوفمبر 2014

درس في التاريخ

أجمل ما في التاريخ أنه لا ينتهي كل معلومة تقودك إلى قصة وكل قصة ترشدك إلى مصدر وكل مصدر يكشف لك مئات الخيوط يجعلك تبحث عن المجهول رغما عن أنفك ، وفي التاريخ تجد تواريخ أخرى ليست لك ، تجعلك مسؤولاً عن حقوق الآخرين الذين قد يكونوا نسوا تاريخهم او تناسوه وهذا الحق واجب عليك أن تبوح به ، وفي التاريخ مسؤوليات ، أولها تلك التي جعلتك تقول : يتوجب علي أن أفعل هذا لأن لا أحد سيفعله ، وآخرها تلك التي تجعلك تقول : لم يذهب كل هذا سداً ، والتاريخ ظاهرة صحيه أيضاً ، فبمجرد أن تعثر على معلومة جديدة أو غريبه وتعلنها ، تجد المئات ممن يبحثون معك مجاناً ويسلكون طرقاً موازيةً لك ، ليس هكذا فقط، بل قد يتحول الأمر إلى سباق وحينها لا يهم من الفائز ، ولكن الأهم هو أن تفوزوا جميعاً في العثور على مادفن بين الرفوف وأكوام الغبار
التاريخ رجل له اصدقاء وله أعداء ، فعلى قدر ما تنكشف لك من حقائق ستجد من يمد لك يد العون وستجد من يحرق ما بحوزته لكي لا تعثر عليه يوماً ، والتاريخ امرأة أيضاً، لها الكثير ممن يغارون عليها ويكيدون لها كيداً، لها الكثير من المرايا والاساور والاقنعه وادوات الزينه، فتجده مجملاً احياناً ، وللتاريخ ذريةّ كبيرة ، بعضهم أصبحوا ناراً على علم وبعضهم مثل المؤدة لا تعلم بأي ذنبٍ قتلت ، وبعضهم لا زالوا في الملاجئ .
أخيراً وليس آخراً ، التاريخ بريءٌ منا كبراءة الذئب من دم يوسف .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق