أجمل ما في التاريخ أنه لا ينتهي كل معلومة تقودك إلى قصة وكل قصة ترشدك إلى مصدر وكل مصدر يكشف لك مئات الخيوط يجعلك تبحث عن المجهول رغما عن أنفك ، وفي التاريخ تجد تواريخ أخرى ليست لك ، تجعلك مسؤولاً عن حقوق الآخرين الذين قد يكونوا نسوا تاريخهم او تناسوه وهذا الحق واجب عليك أن تبوح به ، وفي التاريخ مسؤوليات ، أولها تلك التي جعلتك تقول : يتوجب علي أن أفعل هذا لأن لا أحد سيفعله ، وآخرها تلك التي تجعلك تقول : لم يذهب كل هذا سداً ، والتاريخ ظاهرة صحيه أيضاً ، فبمجرد أن تعثر على معلومة جديدة أو غريبه وتعلنها ، تجد المئات ممن يبحثون معك مجاناً ويسلكون طرقاً موازيةً لك ، ليس هكذا فقط، بل قد يتحول الأمر إلى سباق وحينها لا يهم من الفائز ، ولكن الأهم هو أن تفوزوا جميعاً في العثور على مادفن بين الرفوف وأكوام الغبار
التاريخ رجل له اصدقاء وله أعداء ، فعلى قدر ما تنكشف لك من حقائق ستجد من يمد لك يد العون وستجد من يحرق ما بحوزته لكي لا تعثر عليه يوماً ، والتاريخ امرأة أيضاً، لها الكثير ممن يغارون عليها ويكيدون لها كيداً، لها الكثير من المرايا والاساور والاقنعه وادوات الزينه، فتجده مجملاً احياناً ، وللتاريخ ذريةّ كبيرة ، بعضهم أصبحوا ناراً على علم وبعضهم مثل المؤدة لا تعلم بأي ذنبٍ قتلت ، وبعضهم لا زالوا في الملاجئ .
أخيراً وليس آخراً ، التاريخ بريءٌ منا كبراءة الذئب من دم يوسف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق